السبت، ذو الحجة ١٤، ١٤٢٦

تحتضر بين الأقدام .. والابن يصرخ: أمي تحتكم ..

في ظل ارتفاع عبارات التشهد في منظر إنساني روحاني حزين ومعبر .. 634 حاجاً سابقوا الشمس فسبقهم القدر .. فإليكم هذه القصة الحقيقية والحزينة نقلاً عن صحيفة شمس السعودية لإبنٍ فقد أمه في حج هذا العام.


صحيفة شمس السعودية



رفضت أن توكل ابنها في الرمي فماتت

لم يكن فيصل السبيعي يعلم أن وقت رمي الجمرات سيكون آخر موعد يجمع بينه وبين والدته المسنة التي آثرت أن ترمي الجمرات بنفسها .. على الرغم من محاولات فيصل المتكررة لثنيها عن الذهاب بنفسها وتوكيله نيابةً عنها .. لكن العجوز أصرت على الذهاب للرمي شخصياً .. وكأن أمراً ما يناديها .. وقف فيصل ووالدته على مدخل الجمرات ينتظران أن تحل ساعة الزوال كي يبدآن الرمي ليغادرا منى قبل الغروب .. لكنهما لم يدركا أنهما ينتظران أن تحل ساعة زوال أحدهما من الدنيا وبقاء الآخر لوداعه .. وقت ساعة الصفر بدأ الزحف نحو الجمرة الصغرى وتدافع الآلاف تجاه الشاخص الصغير .. لكن أمراً غير طبيعي بدأ يظهر أمام فيصل ووالدته أوقفهما عن السير .. ومن ثم شاهدا سقوطاً مفاجئاً للحجاج أمام أعينهما .. وبدأت الأمور تتضح أكثر فأكثر .. فالموضوع هو تدافع الحجاج وسقوط بعضهم مما أدى إلى تساقط آخرين على بعضهم بعضا .. ودهس القوي الضعيف .. سقطت والدة فيصل وسقط معها قلبه .. وبدأ يشد والدته بقوة لتنهض .. وبدأ يسحب يدها إلى أعلى وهو يصرخ بأعلى صوته: "أمي تحتكم .. أمي تحتكم" .. لكن لا حياة لمن ينادي .. فالكل منهمك في إنقاذ نفسه والهروب من الموت ولسان حالهم: " يا روح ما بعدك روح" .. سقطت والدة فيصل تحت الأقدام وأصبحت تئن وتصيح تحت أقدام الفارين من الموت حتى انتهى الأنين واختفى الصوت .. لم يع فيصل الأمر حتى أخرجه المسعفون من موقع الحادث وهو مصاب برضوض وضربات جراء محاولته إنقاذ والدته .. وما أن استيقظ فيصل من الصدمة حتى بدأ يبحث عن والدته بين الجرحى علّه يجدها .. لكنه تلقى الضربة الأولى عندما أرشده أحد المسعفين للبحث عنها بين الموتى .. بدأ فيصل في البحث ولسانه يلهث بالدعاء بألا يجدها بين الجثث .. فربما أمه نُقلت إلى أحد المستشفيات أو تكون موجودة في إحدى سيارات الإسعاف أو ربما أنها أنقذت ونُقلت إلى مخيمها .. لم يمكث فيصل طويلاً حتى وجد ضالته ووجد والدته ملقاة أمام عينيه على الأرض مع جثث الموتى .. سقط فيصل على جثمانها وانتابته نوبة من البكاء الشديد .. وبالكاد استطاع الناس والمسعفون أن يهونوا عليه مصيبته .. وهو في صراخ مستمر: "أردت أن أرمي عنك يا أمي .. لكنك رفضتِ".

نقلاً عن صحيفة شمس السعودية

وأنا أقول ابنٌ بار .. وأمٌ يبعثها الله محرمةً ملبيةً يوم القيامة ان شاء الله
ولو سمعنا كل قصص من فقدوا أهاليهم في ذلك الحج لتفطرت قلوبنا .. نسأل الله أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته وأن يبدلهم بديار خير من ديارهم وبأهل خير من أهليهم وأن يسكنهم جنات النعيم وأن يجعلهم في منزلة الشهداء عنده وأ، يلهم أهليهم الصبر والسلوان وأن يعوضهم بخير من عنده انه على كل شئ قدير .. رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما.


قناة الجزيرة القطرية الإخبارية



وهارد لك لقناة الجزيرة القطرية الإخبارية

فلقد كانت محاولات فاشلة بحق للتشكيك برجال أمننا البواسل الذين شهد لهم الكثير ممن كانوا في موقع الحدث ان كان لهم الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالى في إبعاد من نجا من الحجاج عن معمعة التدافع بعد أن كادوا يقعون بها على غير علمٍ منهم.